المقدمة:
على الرغم من التحول الديمقراطي البطيء في الدول العربية، إلا أن بعض الدول العربية لا زالت تعيش أزمة ديمقراطية بسبب تاريخها الشائك والمرير الذي عاشته لفترة طويلة تحت سلسلة من التحديات وما صاحبها من تدهور في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. التي خلفت سياسات استبدادية لا تعرف معنى للديمقراطية كمفهوم وممارسة وسلوك، ونظراً للموروث الاستبدادي في المؤسسة السياسية الحاكمة في المجتمع العربي وتأثير الأطر السياسية الإقليمية على الحياة السياسية في الوطن العربي. واحتكار السلطة المطلقة من قبل الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية خلفت أمراض وشوائب عديدة أصابت البيئة السياسية والاجتماعية والثقافية العربية، مما تركت آثاراً سلبية سيئة على الثقافة والسلوك السياسي في الدول العربية.

وفي ظل تلك الظروف القاهرة التي مارستها الأنظمة ولدت ردود أفعال ثورية حماسية مشابهة لسلوك السلطة وغير ممنهجة، وهي عبارة عن تعبيرات مشحونة بالعاطفة والثأر ومبنية على العنف والتصفيات الجسدية ضد جبروت سلطان الحاكم. الفدرالية العربية للديمقراطية هي مبادرة مدنية إقليمية مستقلة، تسعى إلى بناء تحالف ما بين منظمات ونشطاء المجتمع المدني في الوطن العربي، من أجل تعزيز مساهمتهم في عمليات التنمية الديمقراطية والإصلاح والمشاركة السياسية وبناء مجتمعات ديمقراطية حديثة تسودها الحرية والعدالة والمساواة والقانون والحكم الصالح.

رغم الجهود المبذولة هنا وهناك على مدى العقود الماضية، فشلت شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحكوماتها في بناء صرح مدني يتعايش تحت سقفه جميع الموطنين، بكل فئاتهم الاجتماعية والاقتصادية والدينية والطائفية والإثنية، يتوفر على قيم ومفاهيم حقوق الإنسان والديمقراطية والتنمية المستدامة ... وعليه جاءت الرغبة في تأسيس الفدرالية العربية للديمقراطية لحشد التأييد ومساندة الدول العربية وشعوبها لتحقيق تطلعاتهم التي مزقتها الأيدلوجيات المتباينة والصراعات.